منسقية منظمات المجتمع المدني بالنعمة: قطب فاعل في التنمية البشرية علي مستوى الحوض الشرقي

يتمتع الطفل (دون سن 18 )بوصفه بشرا بنفس الحقوق التي يتمتع بها الكبار. و هذه الحقوق المتنوعة و المترابطة في ما بينها يتعلق بمختلف مراحل نموه، و بالتالي فإن المسئولية تلقى علي عاتق الأسرة و الجماعات و الدولة و المجتمع الدولي و هيئات المجتمع المدني في حماية الطفل و احترام حقوقه.(حق الرعاية، حق التعليم،  حق الغذاء و السكن و العلاج والإشراك في اتخاذ القرار في المسائل الذاتية و احترام الرأي….). بل ينبغي  أن يمنح الطفل  كافة الحقوق المعترف له بها ليس  لأن له حاجاته الخاصة  ، بل لكونه مكونا أساسيا في المجموعات الهشة و الأكثر تعرضا للعنف  و التمييز.

إن الحماية المستوجبة لحقوق الطفل شكلت في حدّ ذاتها المحرك الرئيس الذي تبنته  منسقية منظمات المجتمع المدني(COAN) استجابة لنداء الضمير الإنساني و الواجب الأخلاقي حيال المجتمع و إيمانا منها بنبل الرسالة الاجتماعية و التنموية المنوطة بتحملها و تأديتها علي الوجه المطلوب.

أنشئت منسقية منظمات المجتمع المدني بالنعمة منذ عقد من الزمن، و لقد عرفت  علي أنها القلب النابض و المحرك المجسد للكثير من الأعمال الخيرية و المشاريع ذات الصلة المباشرة بالواقع المشاع لساكنة الحوض الشرقي عموما و سكان مقاطعة النعمة خاصة و ذلك بفضل التسهيلات المقدمة في إطار القانون من طرف السلطات الإدارية المحلية ،أولا، و من ثم بفضل الثقة و المسئولية و الثبات التي يحظى بها القائمين علي المنسقية لدى جمهور عريض علي المستويين المقاطعي و الجهوي. تضم المنسقية عشرات الجمعيات المحلية و يعد منتسبوها بمئات النشطاء من كلا الجنسين و من مختلف الفئات العمرية.

و لقد نفذت منسقية منظمات النعمة منذ مطلع 2007 عدة مشاريع اجتماعية حظيت بالدعم و التأطير من قبل الشركاء الدوليين كصندوق الأمم المتحدة لدعم السكان (FNUAP) و صندوق الأمم المتحدة للتربية و للطفولة (UNICEF) و بالتعاون مع وزارات الشئون الإسلامية و الصحة و شئون المرأة….

ففي هذا الإطار،أنجزت المنسقية برنامجا عشريا واسعا يتعلق بتحسيس و تثقيف و إعلام المواطنين ( و خاصة في التجمعات القروية الريفية) حول مخاطر خفاض البنات و الزواج المبكر للفتيات ،و هي انتهاكات شكلت أبشع تحد لحقوق الطفل ( البنات). إلي جانب حملات التحسيس نظمت المنسقية دورات تكوينية  استفاد منها مختلف الفاعلين علي مستوى البلديات من منتخبين و أئمة و منظمات شبابية و تكتلات نسوية و مهنية…،  نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر بلديات أم آفنادش ( النعمة) و بوقادوم ( آمورج) في مرحلة أولية ، ثم  شملت في مرحلة ثانية بلديات بنكو و آقوينيت ( النعمة)، و اطويل ( تمبدغه) ومقاطعة انبيكت لحواش.كما  أنشأت المنسقية فضاءات لأصدقاء الطفولة ( عام 2013)استفاد من خدماتها  طلاب  المؤسسات التربوية ( مدارس ابتدائية و إعداديات و رياض أطفال) وبعض الأطفال المبعدين ( لاجئين من مالي) و أطفال الشوارع ( من الذين تركوا مقاعد الدرس)، و الأيتام ، إضافة إلي ذوي الحاجات العقلية و البدنية و الأطفال ضحايا سوء التغذية الحادة.

SAM_0819

و ابتداء من أوائل عام 2014 تبنت منسقية منظمات المجتمع المدني بالنعمة بالتعاون من شريكها الرئيسي اليونيسيف خطة عمل  سنوية  لتوسيع فضاء التحسيس و التكوين حول محاربة الانتهاك الجنسي و استغلال الأطفال شملت بلديات المبروك و بيربافات ( النعمة) و افيرني و بنعمان ( جكني).  و ل توجت إثرها جهود  منسقية  منظمات النعمة بإعلان الجماعات المستفيدة عن عقد اجتماعي تلتزم بموجبه بالتخلي و نبذ  الممارسات المهينة للفتيات و المتمثلة في الخفاض و الزواج المبكر لما لهما من مخاطر صحية و بدنية و عقلية  علي الضحايا أضحى الناس يدركون حقيقتها أكثر من أي وقت مضى. كما لعبت المنسيقية دوريا محوريا في الطاولة المستديرة حول حقوق  المرأة والطفل و التي نظمت في النعمة تحت إشراف والي ولاية الحوض الشرقي و بحضور السلطات الإدارية و الأمنية المحلية و الجهوية.

لم يقتصر عمل منسقية منظمات النعمة علي التحسيس و التكوين ، بل شمل جوانب اجتماعية أخرى لا تقل أهمية  جسدت بتقديم الدعم المادي و المعنوي لذوي الحاجات من الفئات الهشة ( نساء و أطفال) حيث تم التكفل بعشرات الأيتام، و توزيع اللوازم المدرسية علي أبناء الأسر الفقيرة، مساعدة المرضي العاجزين و التكفل  لهم بالأدوية، توزيع سلات غذائية علي الأطفال ضحايا سوء التغذية… كل هذه الأعمال ما كان لها أن تجسد علي أرض الواقع لولا شفافية و صدق نيات و استعداد القيمين علي المنسقية عامة ومن خلال رئيسها  و أمينها العام بالتولي السيد : المامي ولد الخير و سيد محمد ولد وداد،  و هذا ما يعطى للمنسقية  ثقلها وزن  محليا و جهويا و لدى السلطات الإدارية و الشركاء الدوليين علي أساس رسوخ قدمها في العمل الخيري و التجلي الحقيقي لرسالة المجتمع المدني النبيلة.

تعتزم المنسقية   في هذه السنة (2016) توسيع  تدخلاتها في مجال  حماية الطفل لإشراك أكبر عدد ممكن من الجماعات المحلية و الفاعلين في حقل التكتلات المدنية  في عمليات الإعلام و التثقيف حول حقوق الطفل و السبل الكفيلة لضمان حمايتها. و لبلوغ هذه الأهداف ، ستعمل المنسقية علي تنظيم دورات تكوينية ذات الصلة بالموضوع في عدة بلديات ، و بالفعل  انطلق برنامج التكوين في شهر يوليو الجاري حيث نظمت أولى دورة في بلدية بيربافات. تتزامن الدورات التكوينية مع عملية مسح شامل لجمع قاعدة بيانات حول الأهم التحديات التي  تتعرض لها حقوق الطفل و سبل  خلق محيط كفيل بحمايتها